على مدى نصف قرن من الريادة الصناعية، رسخت شركة متيوري– Meteory for Fire Extinguishers مكانتها كأحد الأعمدة الرئيسية في صناعة أنظمة مكافحة الحرائق. ليس في مصر فحسب، بل في الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا أيضًا. فمنذ تأسيسها عام 1975، انطلقت «متيوري» برؤية واضحة وطموح وطني لتصبح كيانًا صناعيًا متكاملًا. يمتلك أحدث خطوط الإنتاج ومختبرات معتمدة عالميًا، ويقدم حلولًا مبتكرة لحماية الأرواح والممتلكات.
اليوم، ومع انتشارها عبر شبكة واسعة تغطي 17 محافظة في مصر وحضور دولي يمتد إلى الإمارات وإسبانيا، تواصل «متيوري» مسيرتها بثقة، مدعومة بشراكات استراتيجية مع شركات عالمية مثل QUÍMICA 21 و AFT، ما يمنحها ميزة تنافسية قوية في تقديم تقنيات متطورة مثل أنظمة ضباب الماء والرغوة والـCAFS.
في هذا الحوار الخاص، يفتح لنا المهندس وليد عبد الله، رئيس مجلس إدارة شركة «متيوري»، صفحات رحلة ممتدة نصف قرن من الريادة. نتناول معه فلسفة الشركة ومنهجها في الابتكار، أبرز إنجازاتها، وخططها المستقبلية للتوسع في الأسواق الأفريقية والأوروبية. كما نسلط الضوء على رسالتها الراسخة في رفع مكانة الصناعة المصرية عالميًا كرمز للجودة والابتكار، وترسيخ مكانتها كشريك موثوق في صناعة أنظمة مكافحة الحرائق.
متيوري… خمسون عامًا من التحديات والإنجازات في صناعة حلول متكاملة لمكافحة الحرائق
متيوري تأسست عام 1975، واليوم تحتفلون بخمسين عامًا من التميز الصناعي… كيف تلخصون الرحلة؟
بدأت الحكاية من رؤية واضحة: صناعة منتج مصري بمعايير عالمية. لم نكن نبحث عن أن نكون مجرد مصنع لمنتجات مكافحة الحريق، بل أردنا أن نصبح بيت خبرة يقدم حلولًا متكاملة. ورغم المنافسة القوية في سوق كان محدودًا جدًا آنذاك، تمكّنا من فرض أنفسنا عبر الجودة والالتزام. على مدار خمسة عقود، أصبح اسم «متيوري» مرادفًا للثقة في مصر وخارجها.
وما أبرز التحديات التي واجهتكم في البدايات؟
التحديات كانت كثيرة: من صعوبة استيراد المواد الخام، إلى قلة الوعي بأهمية أنظمة الحماية. لكننا تمسكنا بالمعايير العالمية، أنشأنا معامل اختبارات داخلية، واستثمرنا سنوات طويلة للحصول على الاعتمادات الدولية. اليوم نحن لسنا مجرد مستخدمين للمواصفات، بل أعضاء فاعلون في لجان تطويرها داخل مصر.
متيوري… ريادة وطنية تمتد عالميًا من مصر إلى الخليج وأوروبا وأفريقيا
كيف تنظرون إلى دوركم كأحد أعمدة الصناعة الوطنية؟
نحن نؤمن أن الصناعة ليست تجارة عابرة، بل مسؤولية وهوية. رجل الصناعة يضع اسمه على منتجه، لذلك لا يقبل بأقل من الجودة. نحن فخورون بأن منتجاتنا المصرية تحمي منشآت استراتيجية كبرى في الداخل، من محطات الكهرباء إلى الجامعات والمطارات، وأنها مطلوبة أيضًا في الخارج.
تمتلكون حضورًا في الإمارات وإسبانيا، فما خططكم للتوسع الدولي؟
إسبانيا كانت بوابتنا إلى السوق الأوروبية، بعد حصولنا على اعتماد المواصفات الأوروبية الصارمة. والإمارات أصبحت مركزًا محوريًا للتوسع في الخليج، حيث القوانين الصارمة جعلتنا خيارًا مفضلًا. اليوم نستعد لتعزيز وجودنا في أفريقيا، ونركز على الأسواق التي تقدّر الجودة أكثر من السعر، لأنها تناسب فلسفتنا في الاستمرارية.
متيوري… خمسون عامًا من الريادة والابتكار في تقديم حلول متكاملة لمكافحة الحرائق
ما الذي يميزكم عن المنافسين؟
تميزنا يكمن في أننا لا نقدم منتجًا واحدًا فحسب، بل نوفر حلولًا متكاملة لمكافحة الحرائق تغطي المنظومة بأكملها؛ من اجهزة أطفاء الحريق وكبائن الإطفاء، مرورًا بالأنظمة الأوتوماتيكية والإنذار المبكر، وصولًا إلى شبكات المياه والفوم والغاز. فلسفتنا أن لكل نوع من الحرائق طبيعته الخاصة، لذلك نصمم حلولنا بعناية منذ مرحلة التصميم وحتى التنفيذ والتشغيل، لضمان أعلى مستويات الحماية والكفاءة.
أي القطاعات تستحوذ على النصيب الأكبر من عملكم؟
نعمل مع جميع القطاعات الحيوية: الطاقة، الطيران، البترول، التعليم، الرعاية الصحية، الضيافة، والمشروعات القومية. لكنني شخصيًا أجد متعة خاصة في المشروعات التي تتطلب تصميم حلول مخصصة، لأنها تعكس جوهر خبرتنا وقيمتنا المضافة.
ثقة راسخة محليًا… وشراكات استراتيجية عالميًا ترسخ ريادة متيوري
كيف بنيتم هذه الثقة الكبيرة مع الجهات الحكومية والسيادية؟
الثقة لا تُمنح بل تُكتسب. نحن اليوم ضمن القوائم المعتمدة لدى الوزارات والجهات السيادية، وأكثر من 70% من المكاتب الاستشارية تعتمد منتجاتنا. سجلنا من سابقة الأعمال الناجحة، خاصة مع القوات المسلحة، الدفاع المدني، ومصر للطيران، يتحدث عنا أكثر مما نتحدث نحن عن أنفسنا.
ماذا عن الشراكات الدولية؟
لدينا تعاون مع علامات ألمانية كبرى في مجال الحماية، ونعمل على نقل التكنولوجيا للتصنيع المحلي. هذه الاستراتيجية تحقق لنا قيمة مضافة وتساعد على الاكتفاء الذاتي، إلى جانب فتح آفاق أكبر للتصدير.
التكنولوجيا في خدمة الجودة والابتكار
كيف توظفون التقنيات الحديثة في عملكم؟
نحن في «متيوري» ننظر إلى التكنولوجيا باعتبارها أداة استراتيجية وليست غاية بحد ذاتها. لذلك نعتمد نهجًا مدروسًا في تطوير خطوط إنتاجنا وتحديثها بشكل تدريجي يضمن استيعابها بكفاءة دون أي تأثير سلبي على استقرار العمل. لدينا قسم متخصص في تكنولوجيا المعلومات يعمل على تصميم وتطوير الأنظمة والبرامج بما يتوافق مع احتياجاتنا التشغيلية وخططنا المستقبلية. فلسفتنا أن القيمة الحقيقية للتكنولوجيا تكمن في قدرتها على تعزيز الجودة ورفع الكفاءة، ولهذا لا ننجرف وراء كل جديد، بل نركز على اختيار ما يضيف بُعدًا عمليًا ومستدامًا إلى عملياتنا ومنتجاتنا.
المعارض… ركيزة استراتيجية لعرض ابتكارات متيوري وتعزيز حضورها
ما أهمية المعارض في استراتيجيتكم؟
التسويق بالنسبة لنا ليس مجرد نشاط داعم، بل هو عنصر جوهري ورئيسي في استراتيجيتنا الصناعية، لأنه يمثل الجسر الذي يصل ابتكاراتنا بالسوق ويترجم جهودنا في البحث والتطوير إلى قيمة مضافة للعملاء. ومن بين الأدوات التسويقية الأكثر تأثيرًا، تأتي المعارض كمنصة استراتيجية بالغة الأهمية. فهي لا تمنحنا فقط فرصة لعرض أحدث حلولنا ومنتجاتنا، بل تتيح لنا أيضًا التفاعل المباشر مع العملاء والشركاء وصناع القرار في قطاع الحماية ومكافحة الحرائق.
نحن نشارك في المعارض المتخصصة التي تستقطب جمهورًا يعرف احتياجاته بدقة، مما يضاعف من أثر المشاركة. وفي كل ظهور لنا نحرص على تقديم ابتكار جديد أو إضافة نوعية، لأننا نؤمن أن التميز لا يتحقق بالتكرار، بل بالاستمرار في التطوير وتعزيز الحضور محليًا وعالميًا.
